SUPERTEST نائب المدير العام
عدد الرسائل : 399 تاريخ التسجيل : 06/07/2007
| موضوع: شَمائلٌ مُـحَـمديةٌ الإثنين يوليو 09, 2007 6:28 pm | |
| شمـائلٌ محـمديـةٌ
<BLOCKQUOTE> الحمد لله الذي بعث لنا رسولاً ليتمم لنا مكارم الأخلاق والصفات ، وجعل له القرآن خلقاً وامتن عليه بأفضل السمات ، ثم أثنى عليه قائلاً : ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم:4 ]
والصلاة والسلام على من زكاه رب العالمين ، ومدحه في كتاب يتلى إلى يوم الدين - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - . أما بعد / فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما : ( أن هشام بن حكيم سأل عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت : خلقه القرآن )
فالناظر في سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يجدها مثلاً حياً لحسن الخلق حيث لخص رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الهدف من بعثته في قوله : ( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ) [رواه البخاري في الأدب المفرد ، والحاكم في المستدرك ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 2345 ] ، فكان - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى الله بأخلاقه كما يدعو إليه بأقواله .
وكتب السيرة مليئة بمواقف إن دلت على شيء فإنما تدل على حسن خلق النبي – صلى الله عليه وسلم – ولو أردنا سرد هذه المواقف لم تسعنا هذه الورقات القليلة لذا سنأخذ قطرة من فيض أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم – التي تحلى بها في بعض مواقفه حتى نتأسى به - صلى الله عليه وسلم – امتثالاً لقول الله تعالى : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [21 : الأحزاب ]
أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع الله – سبحانه وتعالى- :
فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه، وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعلى الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على الله تبارك وتعالى، ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ( أفلا أكون عبداً شكور ) [متفق عليه ]
أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع أهله : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) [ رواه الترمذي في سننه وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم 3895 ]. و كان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّف إليهم ويتودّد إليهم ، فكان يمازح أهله ويلاطفهم ويداعبهم ، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـ رضي الله عنها ـ كأن يقول لها: ( يا عائش )، ويقول لها: ( يا حميراء ) ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: ( يا ابنة الصديق ) وما ذلك إلا تودداً وتقرباً وتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها.
و كان يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم، وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: ( دعي لي ، وتقول له: دع لي ) [رواه مسلم ]
وعن الأسود قال : سألت عائشة ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم - يصنع في بيته ؟ قالت : ( كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة ) [رواه مسلم ].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم ) [رواه الإمام أحمد في مسنده ، والبخاري في الأدب المفرد ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد رقم 419 ]
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( خرجت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قال لي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك ) . [رواه أبو داوود في سننه وصححه الألباني في صحيح أبي داوود رقم 2878 ]
و كان يعدل بين نسائه صلى الله عليه وسلم ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة فعن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها ( أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم وأصحابه -، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت به الصحفة، فجمع النبي – صلى الله عليه وسلم - بين فلقتي الصحفة وهو يقول: ( كلوا، غارت أُمكم - مرتين - ) ثم أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم - صحفة عائشة فبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة ) [رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح النسائي رقم 3966 ]
أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه
عن أنس رضي الله عنه قال: ( كان النبي – صلى الله عليه وسلم - إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له ) [ رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ]
وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يكره أن يقوم له أحد فعن عبد الله بن الزبير – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار ) [رواه أبو داوود في سننه وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 5229 ]
وكان من هديه – صلى الله عليه وسلم – أن يمزح مع أصحابه، فعن الحسن البصري - رضي الله عنه - قال : ( أتت عجوز للنبي – صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله: ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز فولت وهي تبكي فقال: أخبروها انها لا تدخلها وهي عجوز إن الله يقول: ﴿ إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً ﴿ 35﴾ فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً ﴿ 36﴾ عُرُباً أَتْرَاباً ﴾ ) [ الواقعة 35 – 37 ] [رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني ] .
أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع الأطفال :
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس رضي الله عنه أنه قال : ( كان - صلى الله عليه وسلم - يمر بالصبيان فيسلم عليهم ).
وكان - صلى الله عليه وسلم – ( يحمل أمامة بنت زينب – ابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي بالناس إذا قام حملها وإذا سجد وضعها ) [متفق عليه ]
وجاء الحسن والحسين – رضي الله عنهما - وهو يخطب فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - من المنبر فحملهما حتى وضعهما بين يديه ثم قال: ( صدق الله ورسوله ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال:28 ] نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما ). [رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح النسائي رقم 1412 ]
أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع الخدم:
عن أنس - رضي الله عنه - قال: ( خدمت النبي – صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا ) [متفق عليه ].
و عن عائشة - رضي الله تعالى - عنها قالت: ( ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله ) [رواه مسلم ].
أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - مع أعدائه
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة – رضي الله عنها - أنها قالت : يا رسول الله! هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال : ( لقد لقيت من قومك. وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة. إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال. فلم يجبني إلى ما أردت. فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال : إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. قال : فناداني ملك الجبال وسلم علي، ثم قال : يا محمد! إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا )
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنه قال : عندما قيل له ادع على المشركين قال - صلى الله عليه وسلم-: ( إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة ) [ رواه مسلم ] .
أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم - في التعامل مع المخطئين :
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء أعرابي ، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( لا تزرموه، دعوه ) ، فتركوه حتى بال ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال له: ( إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ، ولا القذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن ) قال: فأمر رجلاً من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. [رواه مسلم ]
وعن أبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: إن فتىً شاباً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه فقال له: ( ادنه )، فدنا منه قريباً، قال: ( أتحبّه لأمّك؟ ) قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ( ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ) قال: ( أفتحبه لابنتك؟ ) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال: ( ولا الناس جميعاً يحبونه لبناتهم ) قال: ( أفتحبه لأختك؟ ) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ( ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم ). قال: ( أفتحبه لعمتك؟ ) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: ( ولا الناس جميعاً يحبونه لعماتهم ). قال: ( أفتحبه لخالتك؟ ) قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: ( ولا الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم ) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصّن فرجه ) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. [رواه الإمام أحمد في مسنده وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في الصحيح المسند ].
هذا فيض من غيظ ونقطة من بحر وقليل من كثير من أخلاق البشير النذير السراج المنير فما أحوجنا أن نملأ بمحبته قلوبنا ، وما أحوجنا أن نربي على هذه السنة والأخلاق الكريمة صغارنا وكبارنا ، ما أحوجنا أن نتربى عليها مساء صباح ، ونضع أخلاق النبي – صلى اللهىعليه وسلم نصب أعيننا ، لتظهر آثارها علينا ليلاً ونهارًا ، فبحسب متابعته تكون العزة والكفاية والنصرة والولاية والتأييد والهداية والفلاح والنجاة وطيب العيش في الدنيا والآخرة .
منقول </BLOCKQUOTE> | |
|